فصل: باب المشي بين القبور في النعال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب الصلاة على من عليه دين

4208- عن جابر قال‏:‏ توفي رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه فقلنا‏:‏ تصلي عليه‏؟‏ فخطا خطوة ثم قال‏:‏ ‏"‏أعليه دين‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ديناران‏.‏ فانصرف فتحملها أبو قتادة فأتيناه فقال أبو قتادة‏:‏ الديناران علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قد أوفى الله حق الغريم وبرئ منها الميت‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم فصلى عليه ثم قال بعد ذلك بيوم‏:‏ ‏"‏ما فعل الديناران‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ إنما مات من الأمس قال‏:‏ فعاد إليه من الغد قال‏:‏ قد قضيتهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الآن بردت عليه جلدته‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود باختصار‏.‏

رواه أحمد والبزار وإسناده حسن‏.‏

4209- وعن عيسى بن صدقة بن عباد اليشكري قال‏:‏ دخلت مع أبي عيسى على أنس بن مالك فقلنا‏:‏ حدثنا حديثاً ينفعنا الله به فسمعته يقول‏:‏ من

استطاع منكم أن يموت ولا دين عليه فليفعل فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة رجل وعليه دين فقال‏:‏

‏"‏لا أصلي عليه حتى تضمنوا دينه فإن صلاتي عليه تنفعه‏"‏‏.‏فلم يضمنوا دينه ولم يصل عليه وقال‏:‏ ‏"‏إنه مرتهن في قبره‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى‏.‏ وعيسى وثقة أبو حاتم وضعفه غيره‏.‏

4210- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة ليصلي عليها قال‏:‏

‏"‏هل عليه دين‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن جبريل نهاني أن أصلي على من عليه دين فقال‏:‏ إن صاحب الدين مرتهن في قبره حتى يقضى دينه عنه‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه‏.‏

4211- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة فقام يصلي عليها فقالوا‏:‏ يا رسول الله عليه دين‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏انطلقوا بصاحبكم فصلوا عليه‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ علي دينه فصلى عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4212- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وأتي برجل يصلي عليه فقال‏:‏

‏"‏هل على صاحبكم دين‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره لا تصعد روحه إلى السماء فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه فإن صلاتي تنفعه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الحميد بن ‏[‏أبي‏]‏ أمية وهو ضعيف‏.‏

4213- وعن أبي قتادة قال‏:‏ أتي بجنازة فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هل على صاحبكم دين‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صلوا على صاحبكم‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ هو عليَّ‏.‏ فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله العمري وفيه كلام وبقية رجاله ثقات‏.‏

4214- وعن ابن عمر قال‏:‏ مات ميت فمروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه للصلاة عليه فقال‏:‏

‏"‏على صاحبكم دين‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نعم يا رسول الله ديناران قال‏:‏ ‏"‏صلوا على صاحبكم‏"‏‏.‏ فقال رجل من أقاربه‏:‏ هو علي يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏هو عليك وهو بريء منه‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه بعد فقال‏:‏ ‏"‏ما صنعت‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ ما فرغت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏برِّد على صاحبك‏"‏ ثم عجل قضاءه ثم لقيه فقال‏:‏ قد قضيته يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏الآن حين بردت على صاحبك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه أبو زرعة وبقية رجاله ثقات‏.‏

4215- وعن أبي أمامة قال‏:‏ توفي رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين ديناً عليه ليس له وفاء فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه وقال‏:‏

‏"‏صلوا على صاحبكم‏"‏‏.‏ فقام إليه أبو قتادة فقال‏:‏ أنا أقضي عنه‏.‏ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عتبة الكندي ولم أعرفه‏.‏

4216- وعن أسماء بنت يزيد قالت‏:‏ دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة رجل من الأنصار فلما وضع السرير تقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه ثم التفت فقال‏:‏

‏"‏على صاحبكم دين‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ نعم يا رسول الله ديناران‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏صلوا على صاحبكم‏"‏‏.‏ فقال أبو قتادة‏:‏ أنا بدينه يا نبي الله‏.‏ فصلى عليه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

  باب

4217- عن أبي أمامة قال‏:‏ توفي رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏انظروا إلى داخلة إزاره‏"‏‏.‏ فأصيب دينار أو ديناران‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏كيتان صلوا على صاحبكم‏"‏‏.‏ ‏[‏فقال رجل‏:‏ إلي قضاؤها يا رسول الله‏.‏ فصلى عليه‏]‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

ويأتي في الزهد وغيره أحاديث من هذا إن شاء الله‏.‏

  باب الصلاة على أهل المعاصي

4218- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له‏:‏

‏"‏إنا مدلجون فلا يدلجن مصعب ولا مضعف‏"‏‏.‏ فأدلج رجل على ناقة له صعبة فسقط فاندقت فخذه فمات فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه ثم أمر منادياً ينادي في الناس‏:‏ ‏"‏إن الجنة لا تحل لعاص‏"‏‏.‏ ثلاث مرات‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناد أحمد حسن‏.‏

4219- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها فأمر المنادي فنادى‏:‏

‏"‏من كان مضعفاً معنا فليرجع‏"‏‏.‏ فجعل الناس يتراحعون حتى بلغوا مضيقاً من الطريق فوقصت برجل ناقته فقتلته فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما شأنكم أو ما حبسكم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله فلان أتى المضيق فوقصته ناقته فقتلته فدعوه يصلى عليه فأبى فأمر منادياً فنادى‏:‏ ‏"‏إن الجنة لا تحل لعاص ألا وإن الحمر الأهلية حرام وكل ‏[‏سبع‏]‏ ذي ناب أو قال‏:‏ ظفر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس ولكنه ثقة‏.‏

4220- وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رجلاً أعتق عند موته سبية رحليه له فجاء ورثته من الأعراب فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فقال‏:‏

‏"‏أو فعل ذلك‏؟‏‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏لو أعلمتنا إن شاء الله ما صلينا عليه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب الصلاة على أهل لا إله إلا الله

4221-عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على زانية ماتت في نفاسها وولدها‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن زياد صاحب نافع ولم أجد من ترجمه‏.‏

4222- وعن عطاء بن السائب عن أبيه عن جده قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم على بئر فيها أسود ميت قال‏:‏ فأشرف في البئر فإذا هو ملقى في البئر فسأل النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما له ملقى في البئر‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله إنه كان جافي الدين يصلي أحياناً وأحياناً لا يصلي‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ويحكم أخرجوه‏"‏‏.‏ فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وكفن وقال‏:‏ ‏"‏احملوه‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏إن كادت الملائكة لتسبقنا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وصلى عليه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وعطاء فيه كلام وراويه لا يعرف‏.‏

4223- وعن أنس قال‏:‏ كان غلام شاب يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال‏:‏

‏"‏تشهد أنه لا إله إلا الله وأني رسول الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فجعل ينظر إلى أبيه فقال له‏:‏ قل كما يقول لك محمد قال‏:‏ فقبل ثم مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صلوا على أخيكم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب النهي عن الصلاة على المنافقين

4224-عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يصلي على عبد الله بن أبي فأخذ جبريل بثوبه فقال‏:‏ ‏{‏لا تصلي على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره‏}‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وفيه كلام وقد وثق‏.‏

4225- وعن حذيفة قال‏:‏ دعي عمر لجنازة فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت‏:‏ اجلس يا أمير المؤمنين فإنه من أولئك فقال‏:‏ نشدتك بالله أنا منهم‏؟‏ قال‏:‏ لا ولا أبرئ أحداً بعدك‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

  باب كل أحد يدفن في التربة التي خلق منها

4226- عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبراً فسأل عنه فقالوا‏:‏ حبشي قدم فمات‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله والد علي بن المديني وهو ضعيف‏.‏

4227- وعن أبي الدرداء قال‏:‏ مر بنا النبي صلى الله ونحن نحفر قبراً فقال‏:‏

‏"‏ما تصنعون‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ نحفر قبراً لهذا الأسود فقال‏:‏ ‏"‏جاءت به منيته إلى تربته‏"‏‏.‏ قال أبو أسامة تدرون‏:‏ يا أهل الكوفة لم حدثتكم بهذا الحديث‏؟‏ لأن أبا بكر وعمر خلقا من تربة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وضعفه الجمهور‏.‏

4228- وعن ابن عمر أن حبشياً دفن بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏دفن بالطينة التي خلق منها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف‏.‏

  باب في اللحد

4229- عن عائشة وابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحد له لحد‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4230- وعن بريدة قال‏:‏ ألحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصب عليه اللبن نصباً وأخذ من قبل القبلة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى الحماني وفيه كلام‏.‏

4231- وعن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وتراً ولحد له وقالت‏:‏ هذه سنة آدم وولده‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون وفي بعضهم كلام‏.‏

  باب في دفن الميت

4232- عن أنس أن رقية رحمها الله لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يدخل القبر رجل قارف أهله‏"‏‏.‏ فلم يدخل عثمان عليه السلام القبر‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4233- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يدخلون الميت ‏[‏القبر‏]‏ من قبل القبلة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وضعفه جماعة‏.‏

4234- وعن صفوان بن عمرو السكسكي قال‏:‏ خرجنا في جنازة فإذا أهلها يدخلون القبر من قبل القبلة فقال كرب اليحصبي‏:‏ قال النعمان بن بشير‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن لكل بيت باباً وباب القبر من تلقاء رجليه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم يعرفوا‏.‏

4235- وعن محمد قال‏:‏ كنت مع أنس بن مالك في جنازة فأمر بالميت فسل من قبل رجل القبر‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

4236- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ من السنة أن يبدؤوا بدفن الميت وأن يلقى التراب من قبل القبلة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيدة بن حسان وهو ضعيف‏.‏

  باب الدفن بالليل

4237- عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عن عبد الله ذي النجادين الذي هلك في غزوة تبوك في جوف الليل فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وقال لأبي بكر وعمر‏:‏

‏"‏دليا إلي أخاكما‏"‏‏.‏ فلما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحده قال‏:‏ ‏"‏اللهم إني راض عنه فارض عنه‏"‏‏.‏ فقال أبو بكر‏:‏ والله لوددت أني صاحب الحفرة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط‏.‏ وكثير‏:‏ ضعيف‏.‏

  باب دفن الشهداء في مصارعهم

4238- عن أبي سعيد قال‏:‏ لما كان يوم أحد نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أن ردوا القتلى إلى مضاجعهم‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

  باب ما يقول عند إدخال الميت القبر

4239- عن أبي أمامة قال‏:‏ لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏‏{‏منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى‏}‏‏"‏ قال‏:‏ ثم قال‏:‏ - لا أدري - أو قال‏:‏ ‏"‏بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏ أم لا‏؟‏ فلما بنى عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول‏:‏ ‏"‏سدوا خلال اللبن‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏أما إن هذا ليس بشيء ولكنه يطيب نفس الحي‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده ضعيف‏.‏

4240- وعن ابن سيرين أن أنس بن مالك شهد جنازة رجل من الأنصار قال‏:‏ فأظهروا الاستغفار فلم ينكر ذلك أنس وأدخلوه من قبل رجل القبر‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4241- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ سألت علي بن أبي طالب فقلت‏:‏ يا أبا الحسن أيهما أفضل المشي خلف الجنازة أو أمامها‏؟‏ فقال لي‏:‏ يا أبا سعيد ومثلك يسأل عن هذا‏؟‏ فقلت‏:‏ ومن يسأل عن هذا إلا مثلي إني رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها‏.‏ فقال‏:‏ رحمهما الله وغفر لهما والله لقد سمعا كما سمعنا ولكنهما كانا سهلين يحبان السهولة‏.‏ يا أبا سعيد إذا مشيت خلف أخيك المسلم فأنصت وفكر في نفسك كأنك قد صرت مثله‏.‏ أخوك كان يشاحك على الدنيا خرج منها حزيناً سليباً ليس له إلا ما تزود من عمل صالح‏.‏ فإذا بلغت القبر فجلس الناس فلا تجلس ولكن قم على شفير قبره فإذا دلي فقل‏:‏ بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عبدك نزل بك وأنت خير منزول به خلف الدنيا خلف ظهره فاجعل ما قدم عليه خيراً مما خلف فإنك قلت‏:‏ ‏{‏وما عند الله خير للأبرار‏}‏‏.‏ ثم احث عليه ثلاث حثيات‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن أيوب وهو ضعيف‏.‏

4242- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف‏.‏

4243- وعن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج قال‏:‏ قال لي أبي‏:‏ يا بني إذا

مت فالحد لي لحداً فإذا وضعتني في لحدي فقل‏:‏ بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سن التراب علي سناً ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون‏.‏

4244- وعن واثلة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع الميت في قبره قال‏:‏

‏"‏بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏ ووضع خلف قفاه مدرة وبين كتفيه مدرة وبين ركبتيه مدرة ومن ورائه أخرى‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه بسطام بن عبد الوهاب وهو مجهول‏.‏

4245- وعن الحكم بن حارث السلمي أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث غزوات قال‏:‏ قال لنا‏:‏ إذا دفنتموني ورششتم على قبري الماء فقوموا على قبري واستقبلوا القبلة وادعوا لي‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عطية الدعاء ولم أعرفه‏.‏

4246- وعن قتادة أن أنساً دفن ابناً له فقال‏:‏ اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وأبدله داراً خيراً من داره‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

  باب دفن الآثار الصالحة مع الميت

4247- عن أنس رضي الله عنه أنه كانت عنده عصبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فدفنت معه بين جيبه وقميصه‏.‏

رواه البزار ورجاله موثقون‏.‏

  باب تلقين الميت بعد دفنه

4248- عن سعيد بن عبد الله الأودي قال‏:‏ شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال‏:‏ إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل‏:‏ يا فلان بن فلانة‏.‏ فإنه يسمعه ولا يجيب‏.‏ ثم يقول‏:‏ يا فلان بن فلانة‏.‏ فإنه يستوي قاعداً‏.‏ ثم يقول‏:‏ يا فلان بن فلانة‏.‏ فإنه يقول‏:‏ أرشدنا رحمك الله - ولكن لا تشعرون - فليقل‏:‏ اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرآن إماماً فإن منكراً ونكيراً يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول‏:‏ انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله فإن لم يعرف أمه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فينسبه إلى حواء يا فلان بن حواء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده جماعة لم أعرفهم‏.‏

  باب رش الماء على القبر

4249- عن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على قبر عثمان بن مظعون وأمر فرش عليه الماء‏.‏

رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن شيخ البزار محمد بن عبد الله لم أعرفه‏.‏

4250- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني‏.‏

  باب خطاب القبر

4251- عن أبي الحجاج الثمالي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقول القبر للميت حين يوضع فيه‏:‏ ويحك يا ابن آدم ما غرك بي ألم تعلم أني بيت الفتنة وبيت الظلمة‏؟‏ ما غرك إذ كنت تمر بي فداداً‏؟‏ فإن كان مصلحاً أجاب عنه مجيب القبر‏:‏ أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‏؟‏ قال‏:‏ فيقول القبر‏:‏ إني إذاً أعود عليه خضراً أو يعود جسده نوراً وتصعد روحه إلى رب العالمين‏"‏‏.‏

فقال له ابن عائذ‏:‏ يا أبا الحجاج وما الفداد‏؟‏ قال‏:‏ الذي يقدم رجلاً ويؤخر أخرى كمشيتك يا ابن أخي أحياناً‏.‏ قال‏:‏ وهو يومئذ يلبس ويتهيأ‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وفيه ضعف لاختلاطه‏.‏

4252- وعن أبي هريرة قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس إلى قبر منها فقال‏:‏

‏"‏ما يأتي على هذا القبر من يوم إلا وهو ينادي بصوت ذلق طلق‏:‏ يا ابن آدم كيف نسيتني‏؟‏ ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعني الله عليه‏؟‏‏"‏‏.‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف‏.‏

  باب في ضغطة القبر

4253- عن حذيفة قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على شقته فجعل يردد بصره فيه ثم قال‏:‏

‏"‏يضغط فيه المؤمن ضغطة تزول منها حمائله ويملأ على الكافر ناراً‏"‏‏.‏

فذكر الحديث ويأتي بتمامه في الزهد إن شاء الله‏.‏

رواه أحمد وفيه محمد بن جابر وهو ضعيف‏.‏

4254- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما دفن سعد بن معاذ ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح الناس معه طويلاً ثم كبر وكبر الناس ثم قالوا‏:‏ يا رسول الله لم سبحت‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏لقد تضايق على هذا الرجل الصالح قبره حتى فرج الله عز وجل عنه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه محمود بن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح قال الحسيني‏:‏ فيه نظر‏.‏ قلت‏:‏ ولم أجد من ذكره غيره‏.‏

4255- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناج منها لنجا منها سعد بن معاذ‏"‏‏.‏

رواه أحمد عن نافع عن عائشة، وعن نافع عن إنسان عن عائشة، وكلا الطريقين رجالها رجال الصحيح‏.‏

4256- وعن عائشة أم المؤمنين قالت‏:‏ دخلت علي يهودية فحدثتني عن عذاب القبر قالت‏:‏ فلما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بقولها فلم يرجع إلي شيئاً فلما كان بعد ذلك قال‏:‏

‏"‏يا عائشة تعوذي بالله من عذاب القبر فإنه لو نجا أحد نجا منه سعد بن معاذ ولكنه لم يزد على ضمة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ ذكر هذا في حديث طويل في عذاب القبر‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

4257- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم دفن سعد بن معاذ وهو قاعد على قبره قال‏:‏

‏"‏لو نجا أحد من فتنة القبر أو مسألة القبر لنجا سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم أرخي عنه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والوسط ورجاله موثقون‏.‏

4258- وعن أنس قال‏:‏ توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهتماً شديد الحزن فجعلنا لا نكلمه حتى انتهينا إلى القبر فإذا هو لم يفرغ من لحده فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فحدث نفسه هنيهة وجعل ينظر إلى السماء ثم فرغ من القبر فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فرأيته يزداد حزنه ثم إنه فرغ فخرج فرأيته سري عنه وتبسم صلى الله عليه وسلم فقلنا‏:‏ يا رسول الله رأيناك مهتماً حزيناً فلم نستطع أن نكلمك ثم رأيناك سري عنك فلم ذلك‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب فكان ذلك يشق علي فدعوت الله عز وجل أن يخفف عنها ففعل ولقد ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الجن والإنس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده ضعيف‏.‏

4259- وعن أبي أيوب أن صبياً دفن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4260- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على صبي أو صبية فقال‏:‏

‏"‏لو كان أحد نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون‏.‏

4261- وعن نافع قال‏:‏ أتينا صفية بنت أبي عبيد فحدثتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن كنت لأرى لو أن أحداً أعفي من ضغطة القبر لعفي سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وهو مرسل وفي إسناده من لم أعرفه‏.‏

  باب السؤال في القبر

4262- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتان القبر فقال عمر‏:‏ أترد علينا عقولنا يا رسول الله‏؟‏ فقال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏نعم كهيئتكم اليوم‏"‏‏.‏ فقال عمر‏:‏ بفيه الحجر‏.‏

رواه أحمد الطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

4263- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال‏:‏ ما تقول في هذا الرجل‏؟‏ فإن كان مؤمناً قال‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده رسوله فيقول له‏:‏ صدقت‏.‏ ثم يفتح له باب إلى النار فيقول‏:‏ هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذ آمنت بربك فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له‏:‏ اسكن‏.‏ ويفسح له في قبره‏.‏ وإن كان كافراً أو منافقاً يقول له‏:‏ ما تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً‏.‏ فيقول‏:‏ لا دريت ولا تليت ولا اهتديت‏.‏ ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول‏:‏ هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت بربك فإن الله عز وجل أبدلك هذا‏.‏ ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين‏"‏‏.‏

فقال بعض القوم‏:‏ يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك‏؟‏ فقال رسول الله‏:‏

‏"‏‏{‏يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت‏}‏‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار وزاد‏:‏ ‏"‏‏{‏في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء‏}‏‏"‏‏.‏ ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4264- وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول المؤمن‏:‏

أقول إنه رسول الله وعبده‏.‏ فيقول له الملك‏:‏ انظر إلى مقعدك الذي كان لك في النار قد أنجاك الله منه أبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة‏.‏ فيراهما كلاهما فيقول المؤمن‏:‏ دعوني أبشر أهلي‏.‏ فيقال له‏:‏ اسكن‏.‏ وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقول له‏:‏ ما كنت تقول في هذا الرجل‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري أقول ما تقول الناس‏.‏ فيقال‏:‏ لا دريت، هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة قد أبدلك الله مقعدك من النار‏"‏‏.‏

قال جابر‏:‏ فيراهما جميعاً فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يبعث كل عبد في القبر على ما مات عليه‏.‏ المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح منه‏:‏ ‏"‏يبعث كل عبد في القبر على ما مات عليه‏"‏‏.‏ فقط‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وبقية رجاله ثقات‏.‏

4265- وعن عائشة قالت‏:‏ جاءت يهودية استطعمت على بابي فقالت‏:‏ أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت‏:‏ فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وما تقول‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ تقول‏:‏ أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر‏.‏ قالت عائشة‏:‏ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه مداً يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال‏:‏

‏"‏أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذره أمته وسأحدثكموه بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعور وإن الله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن‏.‏ فأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف فيقال‏:‏ فيم كنت‏؟‏ فيقول‏:‏ في الإسلام فيقال‏:‏ ما

هذا الرجل كان فيكم‏؟‏ فيقول‏:‏ محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى من عند الله فصدقناه‏.‏ فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له‏:‏ انظر إلى ما وقاك الله‏.‏ ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له‏:‏ هذا مقعدك منها وعلى اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله‏.‏ وإذا كان الرجل السوء جلس في قبره فزعاً مشعوفاً فيقال له‏:‏ ما كنت تقول‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري‏.‏ فيقال له‏:‏ ما هذا الرجل الذي كان قبلكم‏؟‏ فيقول‏:‏ سمعت الناس يقولون قولاً فقلت كما قالوا‏.‏ فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له‏:‏ انظر إلى ما صرف الله عنك‏.‏ ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً ويقال‏:‏ هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله‏.‏ ثم يعذَّب‏"‏‏.‏

رواه أحمد‏.‏

4266- وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكث به في الأرض فرفع رأسه فقال‏:‏

‏"‏استعيذوا بالله من عذاب القبر‏"‏‏.‏ مرتين أو ثلاثاً‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوهم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند

رأسه فيقول‏:‏ أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان‏.‏ قال‏:‏ فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال‏:‏ فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا‏:‏ ما هذا الروح الطيب‏؟‏ فيقولون‏:‏ فلان بن فلان - بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا - حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل‏:‏ اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ‏[‏فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى‏.‏ قال‏:‏ فتعاد روحه‏]‏ في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان ‏[‏له‏]‏‏:‏ من ربك‏؟‏ فيقول‏:‏ ربي الله‏.‏ فيقولان‏:‏ ما دينك‏؟‏ فيقول‏:‏ ديني الإسلام‏.‏ فيقولان له‏:‏ ما هذا الرجل الذي بعث فيكم‏؟‏ فيقول‏:‏ هو رسول الله‏.‏ فيقولان له‏:‏ ما عملك‏؟‏ فيقول‏:‏ قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته‏.‏ فينادي مناد من السماء‏:‏ أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة‏.‏ قال‏:‏ فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره‏.‏ قال‏:‏ ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول‏:‏ أبشر بالذي بشرك هذا يومك الذي كنت توعد‏.‏ فيقول‏:‏ من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير‏؟‏ فيقول‏:‏ أنا عملك الصالح‏.‏ فيقول‏:‏ رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي‏.‏

وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك

الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول‏:‏ أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب‏.‏ فتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض‏.‏ فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا‏:‏ ما هذه الريح الخبيثة‏؟‏ فيقولون‏:‏ فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا - حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له‏"‏‏.‏ ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏‏{‏لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط‏}‏ فيقول الله عز وجل‏:‏ اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى‏.‏ ثم تطرح روحه طرحاً‏"‏‏.‏ ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏‏{‏ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق‏}‏ فيعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له‏:‏ من ربك‏؟‏ فيقول‏:‏ هاه هاه لا أدري‏.‏ ‏[‏فيقولان له‏:‏ ما دينك‏؟‏ فيقول‏:‏ هاه هاه لا أدري‏]‏ فينادي مناد من السماء‏:‏ أن كذب فافرشوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول‏:‏ أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد‏.‏ فيقول‏:‏ من أنت‏؟‏ فوجهك الذي يجيء بالشر‏.‏ فيقول‏:‏ أنا عملك الخبيث‏.‏ فيقول‏:‏ رب لا تقم الساعة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح وغيره باختصار‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4267- وعند أحمد في رواية عنه أيضاً نحو هذا‏.‏ وزاد فيه‏:‏ ‏"‏فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول‏:‏ أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم فبشرك الله بالشر من أنت‏؟‏ فيقول‏:‏ أنا عملك الخبيث كنت بطيئاً عن طاعة الله سريعاً في معصيته فجزاك الله شراً‏.‏ ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان تراباً فيضربه ضربة فيصير تراباً ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين‏"‏‏.‏ قال البراء‏:‏ ثم يفتح له باب إلى النار ويمهد له من فرش النار‏.‏

4268- وعن أسماء أنها كانت تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏

‏"‏إذا دخل الإنسان قبره فإن كان مؤمناً أحف به عمله الصلاة والصيام‏.‏ قال‏:‏ فيأتيه الملك من نحو الصلاة فيرده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه‏:‏ اجلس قال‏:‏ فيجلس فيقول له‏:‏ ما تقول في هذا الرجل‏؟‏ - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ من‏؟‏ قال‏:‏ محمد‏.‏ قال‏:‏ أشهد أنه رسول الله‏.‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث‏.‏

قال‏:‏ وإن كان فاجراً أو كافراً قال‏:‏ جاءه ملك ليس بينه وبينه شيء يرده قال‏:‏ فأجلسه قال‏:‏ اجلس ماذا تقول في هذا الرجل‏؟‏ قال‏:‏ أي رجل‏.‏ قال‏:‏ محمد‏.‏ يقول‏:‏ ما أدري والله سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته‏.‏ قال‏:‏ فيقول له الملك‏:‏ على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث‏.‏ وتسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل ‏[‏عرف‏]‏ البعير تضربه ما شاء الله‏.‏ صماء لا تسمع صوته فترحمه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ لها في الصحيح حديث غير هذا‏.‏

رواه أحمد وروى الطبراني منه طرفاً في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

4269- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏والذي نفسي بيده إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإذا كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة‏:‏ ليس قبلي مدخل‏.‏ فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة‏:‏ ليس قبلي مدخل‏.‏ ويؤتى من قبل شماله فيقول الصوم‏:‏ ليس قبلي مدخل‏.‏ ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس‏:‏ ليس من قبلي مدخل‏.‏ فيقال له‏:‏ اجلس‏.‏ فيجلس وقد مثلت له الشمس للغروب فيقال له‏:‏ ما تقول في هذا الرجل الذي كان قبلكم‏؟‏ - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فقال‏:‏ أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقناه واتبعناه فيقال له‏:‏ صدقت وعلى هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث إن شاء الله‏.‏ ويفسح له في قبره مد بصره فذلك قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏ ويقال‏:‏ افتحوا له باباً إلى النار فيقال‏:‏ هذا كان منزلك لو عصيت الله عز وجل‏.‏ فيزداد غبطة وسروراً ويقال‏:‏ افتحوا له باباً إلى الجنة‏.‏ فيفتح له فيقال‏:‏ هذا منزلك وما أعده الله لك‏.‏ فيزداد غبطة وسروراً فيعاد الجلد إلى ما بدا منه ويجعل روحه في نسم طير يعلق في شجر الجنة‏.‏

وأما الكافر فيؤتى ‏[‏في قبره‏]‏ من قبل رأسه فلا يوجد شيء‏.‏ فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء‏.‏ فيجلس خائفاً مرعوباً فيقال له‏:‏ ما تقول في هذا الرجل كان فيكم‏؟‏ وما تشهد به‏؟‏ فلا يهتدي لاسمه فيقال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ فيقول‏:‏ سمعت الناس يقولون شيئاً فقلت كما قالوا‏.‏ فيقال له‏:‏ صدقت على هذا حييت وعليه مت وعليه

تبعث إن شاء الله‏.‏ ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فذلك قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً‏}‏ فيقال‏:‏ افتحوا له باباً إلى الجنة فيقال له‏:‏ هذا كان منزلك وما أعد الله لك لو أطعته فيزداد حسرة وثبوراً ثم يقال‏:‏ افتحوا له باباً إلى النار فيفتح له ‏[‏باب‏]‏ إليها فيقال‏:‏ هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد حسرة وثبوراً‏"‏‏.‏

قال أبو عمر - يعني الضرير - ‏:‏ قلت لحماد بن سلمة‏:‏ كان هذا من أهل القبلة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ كأنه يشهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئاً فيقوله‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

4270- ولأبي هريرة في الأوسط أيضاً رفعه قال‏:‏

‏"‏يؤتى الرجل في قبره فإذا أتي من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتي من قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتي من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد والصبر حجرة فقال‏:‏ أما إني لو رأيت خليلاً كنت صاحبه‏"‏‏.‏

وروى البزار طرفاً منه‏.‏

4271- وعن أبي حازم عن أبي هريرة - أحسبه رفعه - قال‏:‏

‏"‏إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين فود لو خرجت - يعني نفسه - والله يحب لقاءه فإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض فإذا قال‏:‏ تركت فلاناً في الدنيا أعجبهم ذلك وإذا قال‏:‏ إن فلاناً قد مات قالوا‏:‏ ما جيء به إلينا‏.‏

وإن المؤمن يجلس في قبره فيسأل‏:‏ من ربه‏؟‏ فيقول‏:‏ ربي الله‏.‏ فيقول‏:‏ من نبيك‏؟‏ فيقول‏:‏ نبيي محمد صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ فما دينك‏؟‏ قال‏:‏ ديني الإسلام‏.‏ فيفتح له باب في قبره فيقول - أو يقال - ‏:‏ انظر إلى مجلسك‏.‏ ثم يرى القبر فكأنما كانت رقدة فإذا كان عدو الله نزل به الموت وعاين ما عاين فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبداً والله يبغض لقاءه فإذا جلس في قبره أو أجلس يقال له‏:‏ من ربك‏؟‏ فيقول‏:‏ لا أدري‏.‏ فيقال‏:‏ لا دريت‏.‏ فيفتح له باب من جهنم ثم يضرب ضربة تسمع كل دابة إلا الثقلين‏.‏ ثم يقال له‏:‏ نم كما ينام المنهوس‏"‏‏.‏ - فقلت لأبي هريرة‏:‏ ما المنهوس‏؟‏ قال‏:‏ الذي تنهشه الدواب والجنادب - ‏"‏ثم يضيق عليه قبره‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات خلا سعيد بن بحر القراطيسي فإني لم أعرفه‏.‏

4272- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏‏{‏يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ لها حديث غير هذا في الصحيح‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

4273- وعن أبي رافع رضي الله عنه قال‏:‏ بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد وأنا أمشي خلفه إذ قال‏:‏

‏"‏لا هديت ولا اهتديت، لا هديت ولا اهتديت، ولا هديت ولا اهتديت‏"‏‏.‏ قال أبو رافع‏:‏ ما لي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لست أريدك ولكن أريد صاحب هذا القبر سئل عني فزعم أنه لا يعرفني‏"‏‏.‏ فإذا قبر مرشوش عليه ماء حين دفن صاحبه‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

4274- وعن أيوب بن بشير عن أبيه قال‏:‏ كانت ثائرة في بني معاوية فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم فالتفت إلى قبر فقال‏:‏ ‏"‏لا دريت‏"‏ فقيل له فقال‏:‏

‏"‏إن هذا يُسأل عني فقال‏:‏ لا أدري‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عمر بن محمد بن صهبان وهو ضعيف‏.‏

4275- وعن أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالليل يدعو بالبقيع ومعه أبو رافع فدعا بما شاء الله أن يدعو ثم انصرف مقبلاً فمر على قبر فقال‏:‏

‏"‏أف أف أف‏"‏‏.‏ فقال له أبو رافع‏:‏ يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما معك غيري فمني أففت‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا ولكني أففت من صاحب هذا القبر الذي سئل عني فشك فيّ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

4276- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ شهدنا جنازة مع نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنه الآن يسمع خفق نعالكم أتاه منكر ونكير أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد ومن كان نبيه‏.‏ فإن كان ممن يعبد الله قال‏:‏ كنت أعبد الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات فآمنا به واتبعناه فذلك‏.‏ قول الله‏:‏ ‏{‏يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏ فيقال له‏:‏ على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث‏.‏ ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته‏.‏

وإن كان من أهل الشك قال‏:‏ لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته فيقال له‏:‏ على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم في الدنيا ما نبتت شيئاً‏.‏ تنهشه وتؤمر الأرض فتضمه حتى تختلف أضلاعه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ تفرد به ابن لهيعة قلت‏:‏ وفيه كلام‏.‏

4277- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا دفن الميت سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

4278- وعن عبد الله قال‏:‏ إذا حدثتكم بحديث أنبئكم بتصديق ذلك إن المؤمن إذا مات جلس في قبره فيقال‏:‏ من ربك‏؟‏ ما دينك‏؟‏ من نبيك‏؟‏ فيقول‏:‏ ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ فيوسع له في قبره ويفرج له فيه‏.‏ ثم قرأ عبد الله‏:‏ ‏{‏يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين‏}‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

4279- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه - يعني مدبرين - ‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

4280- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ اسم الملكين الذين يأتيان في القبر منكر ونكير وكان اسم هاروت وماروت - وهما في السماء - عزراً وعزيزاً‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

  باب في العذاب في القبر

4281- عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئاً من المعروف إلا قالت لها اليهودية‏:‏ وقاك الله عذاب القبر‏.‏ قالت‏:‏ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي فقلت‏:‏ يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة‏.‏ قال‏:‏

‏"‏لا وعم ذاك‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ هذه يهودية لا نصنع إليها شيئاً من المعروف إلا قالت‏:‏ وقاك الله عذاب القبر‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏كذبت يهود وهم على الله كذب، لا عذاب دون يوم القيامة‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم بنصف النهار مشتملاً بثوبه محمرة عيناه وهو ينادي بأعلى صوته‏:‏ ‏"‏أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4282- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم

محلاً لبني النجار فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر‏.‏

رواه أحمد والبزار‏.‏

4283- وقال الطبراني في الأوسط‏:‏ عن جابر قال‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبور نساء من بني النجار هلكوا في الجاهلية فسمعهم يعذبون في القبور في النميمة‏.‏

ورجال أحمد رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

4284- وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يرسل على الكافر حيتان‏:‏ واحدة من قبل رأسه والأخرى من قبل رجليه يقرضانه قرضاً كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏

4285- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنيناً تلدغه حتى تقوم القيامة ولو أن تنيناً منها نفخ في الأرض ما أنبت خضراً‏"‏‏.‏

رواه احمد وأبو يعلى موقوفاً وفيه دراج وفيه كلام قد وثق‏.‏

4286- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏المؤمن في قبره في روضة ويرحب له قبره سبعين ذراعاً وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم

القيامة أعمى‏}‏‏"‏‏.‏ ‏[‏قال‏:‏ ‏"‏أتدرون ما المعيشة الضنك‏؟‏‏]‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليهم تسعة وتسعون تنيناً أتدرون ما التنين‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏تسع وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه دراج وحديثه حسن واختلف فيه‏.‏

4287- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لأبي طلحة يبرز لحاجته قال‏:‏ وبلال يمشي وراءه يكرم نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يمشي إلى جنبه فمر نبي الله صلى الله عليه وسلم بقبر فقام حتى تم إليه بلال فقال‏:‏

‏"‏ويحك يا بلال هل تسمع ما أسمع‏؟‏‏"‏‏.‏قال‏:‏ ما أسمع شيئاً‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏صاحب القبر يعذب‏"‏‏.‏ فسأل عنه فوجد يهودياً‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4288- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ أخبرني من لا أتهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال يمشيان بالبقيع إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا بلال هل تسمع ما أسمع‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏[‏لا‏]‏ والله يا رسول الله ما أسمعه‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏ألا تسمع أهل هذه القبور يعذبون‏"‏‏.‏ - يعني قبور أهل الجاهلية‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4289- وعن أم مبشر قال‏:‏ دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حوائط

بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية فسمعهم ‏[‏وهم‏]‏ يعذبون فخرج وهو يقول‏:‏

‏"‏استعيذوا بالله من عذاب القبر‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله وإنهم ليعذبون في قبورهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم عذاباً تسمعه البهائم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4290- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو يسير على راحلته فنفرت قلت‏:‏ يا رسول الله ما شأن راحلتك نفرت‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏إنها سمعت صوت رجل يعذب في قبره فنفرت لذلك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق‏.‏

4291- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم تسمع أصواتهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

4292- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد فلما مر ببقيع الغرقد قال‏:‏ إذا بقبرين دفنوا فيهما رجلين فقال رسول الله‏:‏

‏"‏من دفنتم ههنا اليوم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يتنزه من البول‏"‏‏.‏ وأخذ جريدة فشقها ثم جعلها على القبرين قالوا‏:‏ يا نبي الله ولم فعلت ذاك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ليخفف عنهما‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا نبي الله وحتى متى يعذبان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏غيب لا يعلمه إلا الله ولولا تجافي قلوبكم وتزيدكم في الحديث سمعتم ما أسمع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد وفيه كلام‏.‏

4293- وعن ابن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر يوماً بقبور ومعه جريدة رطبة فشقها باثنتين ووضع واحدة على قبر والأخرى على قبر آخر ثم مضى فقلنا‏:‏ يا رسول الله لم فعلت ذلك‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏أما أحدهما فكان يعذب في النميمة وأما الآخر فكان لا يتقي البول ولن يعذبا ما دامت هذه رطبة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن ميسرة وهو ضعيف‏.‏

4294- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ بينا أنا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني‏:‏ يا عبد الله اسقني‏.‏ فلا أدري أعرف اسمي أو دعاني بدعاية العرب‏.‏ وخرج رجل من ذلك الحفير في يده سوط فناداني‏:‏ يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر‏.‏ ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته‏.‏ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً فأخبرته فقال لي‏:‏

‏"‏أو قد رأيته‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ذاك عدو الله أبو جهل بن هشام وذاك عذابه إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف‏.‏

4295- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال‏:‏

‏"‏ائتوني بجريديتن‏"‏‏.‏ فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه فقيل‏:‏ يا رسول الله أينفعه ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لن يزال يخفف عنه بعض عذاب القبر مادام فيها ندو‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4296- وعن يعلى بن سيابة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر فقال‏:‏

‏"‏إن صاحب هذا القبر يعذب في غير كبير‏"‏‏.‏ ثم دعا بجريدة فوضعها على قبره فقال‏:‏ ‏"‏لعله يخفف عنه مادامت رطبة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه حبيب بن أبي جبيرة قال الحسيني‏:‏ مجهول‏.‏

4297- وعن معاوية قال‏:‏ إن تسوية القبور من السنة قد رفعت اليهود والنصارى فلا تشبهوا بهما‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4298- وعن عثمان بن عبد الرحمن قال‏:‏ أخبرني أخي قال‏:‏ أصيب أبوك عبد الرحمن مع ابن الزبير فأمر به ابن الزبير فدفن في مسجد الكعبة ثم أمر الخيل على قبره لئلا يرى أثره‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وعثمان ضعفه الدارقطني‏.‏

 أبواب في القبور

  باب زيارة القبور

4299- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4300- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن لكم فيها عبرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن المتوكل وهو ضعيف‏.‏

4301- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فكلوا وادخروا‏.‏ ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الرب‏.‏ ونهيتكم عن الأوعية فانتبذوا‏.‏ وكل مسكر حرام‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن رجاله رجال الصحيح‏.‏

4302- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم رخص فيها أحسبه قال‏:‏ ‏"‏فإنها تذكر الآخرة‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

4303- وعن زيد بن الخطاب قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة نحو

المقابر فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو قبر فرأيناه كأنه يناجى فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع من عينيه فتلقاه عمر وكان أولنا فقال‏:‏ بأبي أنت وأمي ما يبكيك‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي وكانت والدة ولها قبلي حق فأردت أن استغفر لها فنهاني‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ثم أومأ إلينا أن اجلسوا فجلسنا فقال‏:‏ ‏"‏إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن شاء منكم أن يزور فليزر‏.‏ وإني ‏[‏كنت‏]‏ نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام فكلوا وادخروا ما بدا لكم وإني ‏[‏كنت‏]‏ نهيتكم عن ظروف وأمرتكم بظروف فانتبذوا فإن الآنية لا تحل شيئاً ولا تحرمه‏.‏ واجتنبوا كل مسكر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده من لم أعرفه‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا النوع في الأشربة إن شاء الله‏.‏

4304- وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور وعن الأوعية وأن تحبس لحوم الأضاحي بعد ثلاث ثم قال‏:‏

‏"‏إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة‏.‏ ونهيتكم عن الأوعية فاشربوا فيها‏.‏ واجتنبوا ما أسكر‏.‏ ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تحبسوها فوق ثلاث فاحتبسوا ما بدا لكم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه‏.‏

رواه أبو يعلى وأحمد وفيه ربيعة بن النابغة قال البخاري‏:‏ لم يصح حديثه عن علي في الأضاحي‏.‏

4305- وعن زيد بن ثابت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏زوروا القبور ولا تقولوا هجراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن كثير بن مروان وهو ضعيف جداً‏.‏

4306- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها‏.‏ ولا تقولوا هجراً‏.‏ ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وأمسكوا‏.‏ ونهيتكم عن النبيذ فاشربوا ولا تشربوا مسكراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه النضر أبو عمر وهو ضعيف جداً‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي بقية هذه الأحاديث في الأضاحي والأشربة إن شاء الله‏.‏

4307- وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليهم واستغفاراً لهم‏.‏ ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا منها وادخروا‏.‏ ونهيتكم عما ينبذ في الدباء والحنتم والنقير فانتبذوا وانتفعوا بها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف‏.‏

4308- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ثلاث نهيتكم عنها‏:‏ زيارة القبور ولحوم الأضاحي فوق ثلاث وشرب في المزفت والحنتم والنقير‏.‏ ألا فزوروا إخوانكم وسلموا عليهم فإن فيهم عبرة‏.‏ ألا ولحوم الأضاحي فكلوا منها وادخروا‏.‏ ألا وكل مسكر خمر ألا وكل خمر حرام‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بضعه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ لم يروه عن عبد الجبار إلا محمد بن أبي الخصيب‏.‏ قلت‏:‏ ولم أجد من ذكره‏.‏

4309- وعن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على أهل البقيع‏"‏‏.‏ فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً ثلاث مرات‏.‏

رواه أحمد مطولاً‏.‏ ويأتي إن شاء الله في الوفاء في علامات النبوة‏.‏

4310- ولفظه عند البزار‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه ذات ليلة فقال‏:‏

‏"‏يا أبا مويهبة أمرت انطلق فإني أُمرت أن أستغفر لأهل البقيع‏"‏‏.‏ فانطلقت فلما أتى البقيع قال‏:‏ ‏"‏السلام عليكم يا أهل المقابر‏.‏ ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه‏.‏ لو تدرون ما نجاكم الله منه‏.‏ أقبلت الفتن‏"‏‏.‏

وإسناد أحمد والبزار كلاهما ضعيف‏.‏

4311- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى الحيان ماشياً وأبو بكر وعمر‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد فيه‏:‏ ويرجع ماشياً‏.‏ وفي إسناده من لم أعرفه‏.‏

4312- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من زار قبر أبويه أو أحدهما كل جمعة غفر له وكتب براً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف‏.‏

4313- وعن علي رضي الله عنه قال‏:‏ الخروج إلى الحيان في العيدين من السنة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف‏.‏

4314- وعن ابن أبي مليكة قال‏:‏ توفي - يعني عبد الرحمن بن أبي بكر - بالحبشي فلما حجت عائشة أتت قبره فقالت‏.‏

وكنا كندماني جذيمة حقبة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلمـا تفرقنا كأني ومالكاً * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

أما والله لو شهدتك ما زرتك ولدفنتك حيث مت‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب ما يقول إذا زار القبور

4315- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع - بقيع الغرقد - فقال‏:‏

‏"‏السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين ورحم الله المستقدمين وإنا إن شاء الله لاحقون‏"‏‏.‏ - يعني‏:‏ بكم‏.‏

رواه البزار وفيه غالب بن عبد الله وهو ضعيف‏.‏

4316- وعنه قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه فقال‏:‏

‏"‏أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بلال الأشعري ضعفه الدارقطني‏.‏

4317- وعن مجمع بن جارية قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة من بني عمرو بن عوف حتى انتهى إلى المقبرة فقال‏:‏

‏"‏السلام على أهل القبور‏"‏ ثلاث مرات‏.‏ ‏"‏من كان منكم من المؤمنين والمسلمين‏.‏ أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع عافانا الله وإياكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام وقد وثق‏.‏

4318- وعن بشير بن الخصاصية قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلحقته بالبقيع فسمعته يقول‏:‏

‏"‏السلام على أهل الديار من المؤمنين‏"‏‏.‏ وانقطع شسعي فقال‏:‏ ‏"‏أنعش قدمك‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله طالت عزوبتي ونأيت عن دار قومي فقال‏:‏ ‏"‏يا بشير ألا تحمد الله الذي أخذ بناصيتك من بين ربيعة قوم يرون لولاهم انكفأت الأرض بمن عليها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات‏.‏ وله طريق عند أحمد تأتي في المناقب إن شاء الله‏.‏

  باب البناء على القبور والجلوس عليها وغير ذلك

4319-عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر أو يجصص‏.‏

رواه أحمد وزاد في رواية مرسلة‏:‏ ‏"‏أو يجلس عليه‏"‏‏.‏ وفي الإسنادين ابن لهيعة وفيه كلام وقد وثق‏.‏

4320- وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبور أو يقعد عليها أو يصلى عليها‏.‏

قلت‏:‏ روى ابن ماجة النهي عن البناء عليها فقط‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

4321- وعن عمارة بن حزم قال‏:‏ رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً على قبر فقال‏:‏

‏"‏يا صاحب القبر انزل من على القبر لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وقد وثق‏.‏

  باب المشي على القبور

4322- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - رضي الله عنه قال‏:‏ لأن أطأ على جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وفيه كلام‏.‏

  باب المشي بين القبور في النعال

4323-عن عصمة قال‏:‏ نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يمشي في نعليه بين المقابر فقال‏:‏

‏"‏يا صاحب السبتية اخلع نعليك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده ضعيف‏.‏